#الشعوب العربية إلى أين؟

بكل صراحة لم أعد أفهم تصرفات الشعوب العربية على ما يبدو لي، ما كل هذه الجلبة على زيارة محمد ابن سلمان لتونس و الجزائر؟ لقد ثبت تورط الرجل في مقتل صحفي الإخوان جمال خاشقجي بالفعل ، لكن ماذا نقول حول مساندة مجموعة من التيارات و النقابات التونسية لنظام الأسد و التي وصلت الى زيارته في دمشق و ماذا أيضا عن مساندة النظام الجزائري للنظام السوري منذ اندلاع ثورة الشام الى الآن، أليس بشار الأسد هو من قصف شعبه بالبراميل المتفجرة؟؟ ألم يهجر السوريون مكرهون من بلداتهم و مدنهم نحو أوروبا … أليس هذا ما تناقلته وسائل إعلامكم بكل صنوفها؟ يا من تسير عقولهم القنوات المسمومة . و إذا تتبعنا كل طرف خيط مربوط بأحدها نجد الطرف الأخر من الخيط يدلنا الى وزارة خارجية معينة … لا أنكر مدا المؤامرة التي لحقت دولة سوريا و أن تلك الثورة أريد لها أن تكون حربا أهلية و التاريخ وحده كفيل بإتباث من هم الجناة الفعليون، لكننا أمام جريمة حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إبادة راح ضحيتها الشعب السوري، كنت سأكون أشد السرور لو نجح ربيعنا العربي بالفعل و لو استطاعت بلدانه ترسيم قيم الديمقراطية و حرية القضاء حتى أسمع بأن بن سلمان اعتقل و قدم لمحاكمة عادلة في إحدى محاكم دول الربيع للتحقيق معه في جرائم حربه باليمن و باغتيال معارضيه و اعتقال علمائه… بمصر قبل تونس … العرب لهم ذاكرة مثل ذاكرة السمك سريعوا النسيان… أنا هنا لا أساند ثوار سوريا و لا نظام آل سعود لكن الحق يقال، بعض الشعوب في وطننا العربي الأمازيغي الإغريقي الروماني… سموه ما يحلو لكم، باتت تتخبط في المراهقة الفكرية و التصرفات الضاربة في التناقد. شخصيا أثمن خرجة التونسيون اعتراضا على زيارة بن سلمان لبلدهم و لقد لاحظنا الفرق الشاسع بين زيارة ولي العهد لمصر و بين مروره الخفيف على تونس و التي لم يجرأ حتى على الخروج من مطارها نحو القصر الرئاسي مخافة مصادفة جموع المنددين و الحانقين على زيارته… تونس تبقى البلد العربي الوحيد لحد الآن، الذي يتحلى مواطنوه بحرية التعبير و بنعمة تداول السلطة لكن لا يمكننا أن نغض الطرف عن تلك الردة السياسية التي يعيشها الأن و يكفي طرح السؤال : من هو الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية ؟ ألم يكن من رجال بنعلي بل ووزيره؟؟ أين السبسي و أمثاله من محاسبة فلول النظام السابق؟ أين هي نتيجة التحقيق في اغتيال شكري بلعيد و بعده محمد البراهمي؟… خلاصة القول ان من يتظاهر ضد الإغتيال السياسي و ضد إرهاب الدولة فعليه حتما أن يعبر عن ذلك بلا تمييز طرف على طرف آخر و بلا محابات فالقتلة سواسية و الإرهاب واحد، سواء جاء على يد داعش أو على يد الجيش السوري و سواء ارتكبته القاعدة أو ارتكبه نظام آل سعود…
الشعوب العربية كلها ضد التطبيع مع الصهاينة، لكن الواقع غير ذلك، فالعلاقات العربية الاسرائيلية في أحسن أحوالها من المحيط إلى الخليج، و الطرف الوحيد الذي يواجه جيش الصهاينة هو شعب فلسطين.
الشعوب في واد و الحكام في واد أقول الحكام فقط للإشارة لكن جميعنا يعلم علم اليقين بأن لا حاكم عربي يحكم فعليا بل هي السفارات الغربية ببلداننا هي من تتكفل بالأمر لكي لا ترهق أولياء أمورنا بالتأكيد… و لإلصاق و تتبيث الحاكم-العميل و الذي هو في الحقيقة ليس إلا رمزا يمارس سياسة التخويف و الرعب و التي من دونها ما بقي أحد في قصره و لا حاكم في كرسيه ليوم واحد.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>